شرح نونية ابن زيدون



شرح نونية ابن زيدون
الفكرة العامة: محافظة الشاعر على حبه لولادة.
الأبيات (1-10) والشاعر في هذه الأبيات، يذوب آسى وألما على فراق ولادة بن المستكفي حبيبته وعشقته، ويحترق شوقا إليها وإلى الأوقات الصافية المتعة التي أتيحت له معها . وفي ظلال هذه العاطفة المتأججة الملتهبة يقول شعره نابضا بالحياة مترجما عن الحب كاشفا عن الشوق.مختصر الفكرة:وصف لحال الحاضر ووصف الماضي ويتخلل هذا القسم أبيات الوفاء والحب والتجلد على الواقع الأليم.

أضحى التنائي بديلا من تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا
يستهل الشاعر قصيدته بالتوجع والتحسر على ما صارت إليه حاله فقد تغيرت من قرب بينه وبين محبوبته إلى بعد ونأي يتزايد مع الأيام. لقد تحول القرب بعدا وصار اللقاء جفاء وهو أمر يشقيه ويعذبه.
نجد الشاعر أنه استخدم ألفاظا جزلة في التعبير عن مدى وطول البعد وقوة الشوق حيث استخدم ألفاظ ذات حروف ممدودة يمتد فيها النفس ليعبر عن ألمه ونجد ذلك في جميع ألفاظ البيت الأول./ فهو يقول إن التباعد المؤلم بينه وبين محبوبه أضحى هو السائد بعد القرب الذي كان وحل مكان اللقاء والوصل الجفاء والهجر./ ومن الصور البيانية في البيت: الطباق بين ( التنائي و تدانينا ( التداني) وبين ( لقيانا وتجافينا).
من مبلغ الملبسينا بانتزاحهم حزنا مع الدهر لايبلى ويبلينا
في هذا البيت يستفهم الشاعر بغرض التوجع والتحسر والألم الذي حل به ويطلب من أحد أن يبلغ الذي ألبسه هذا الحزن الدائم المتجدد وابتعد عنه( ويقصد الواشين الذين فرقوا بينه وبين محبوبته ) والصورة البيانية هو تشبيه الشاعرسيطرة الحزن على نفسه باللباس أو بثوب يلبسه ويكسو جسمه لا يقدم ولا يبلى بل دائم التجدد/ الغرض من الاستفهام في البيت أظهار الحزن والتوجع.

إن الزمان الذي ما زال يضحكنا أنسا بقربهم قد عاد يبكينا.
هذه هي الرسالة التي أراد الشاعر أن يوصلها إلى محبوبته حين قال في البيت السابق من مبلغ الملبسينا ماذا يبلغهم يا ترى ؟ يبلغهم أن ضحكه قد تحول إلى بكاء دائم أو أن الزمان السابق والذي مايزال يضحكنا مؤنسا لنا بذكراه الجميلة مع المحبوبة قد عاد وتبدل الحال فهو اليوم يبكينا ونلاحظ الشاعر لايتطرق إلى ذكر اسم محبوبته وذلك إجلالا لها وتعظيما لشأنها ووفاء لها./ والصورة البيانية تشبيه الزمان بأنسان يضحك وتشخيصه والتجسيم بالاستعارة المكنية / كما يوجد بين (يضحكنا ويبكينا) مقابلة.

غيظ العدى من تساقينا الهوى فدعوا بأن نغص فقال الدهر: آمينا.
وقد نكون وما يخشى تفرقنا فاليوم نحن وما يرجى تلاقينا
ويواصل بث رسالته إلى محبوبته وإلى مستمعيه فيقول أن الدهر قد استجاب لدعوة أعدائه وحقق لهم ما أرادوا من أيقاع بين حبيبين وأصابهم الخزن والألم، فلم يعودا يرجوان التلاقي بعد أن كانا لا يخشيان الفراق./ الصور البيانية: تشبيه الهوى بمشروب يتابدله الحبيبان عن طريق ( الأستعارة المكنية) وتشخيص الدهر وتشبيه بأنسان يتكلم ويقول آمين كذلك عن طريق ( الاستعارة المكنية)./ ويوجد بين (تفرقنا وتلاقينا ) طباق إيجاب.

بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا شوقا إليكم ولاجفت مآقينا
يبدأ الشاعر بعد وصفه لحال الحاضر المؤلم ومقارنته بالماضي السعيد يتحدث عما يكنه من وفاء لولادة ويبثها الآمه ولوعته فيقول:
ابتعدتم عنا وابتعدنا عنكم ونتيجة هذا البعد فقد جفت ضلوعنا وما تحوى من قلب وغيره واحترق قلبوبنا بنار البعد في الوقت الذي ظلت فيه (مآقينا: جمع مؤق وهو مجرى العين من الدمع) عيوننا مبتلة بالدمع من تواصل البكاءلأنه مشتاق محروم فلا أقل من أن يخفف همه بالبكاء ويسلي نفسه بالدموع/ الصور البيانية: بين ابتلت وجفت يوجد مقابلة/ في قوله فما ابتلت جوانحنا هنا كناية عن شوق الشاعر/ وفي قوله ولاجفت مآقينا كناية عن حزن الشاعر.


نكاد حين تناجيكم ضمائرنا يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
ويستمر الشاعر في وصف الصورة الحزينة القاتمة فيقول: يكاد الشوق إليكم يودي بحياتنا لولا التصبر والأمل والتسلي في اللقاء( حينما تعود به الذكرى على الأيام الخوالي فيتصور الجمال والفتنة والحب والبهجة والأمل والسعادة ويهتف ضميره باسمها ويناجيها على البعد في المسافات لأنها قرينة روحه وجزء نفسه حينما يعيش أبعاد التجربة العذبة المؤلمة ويوازن بين ما كان عليه وما صار إليه تقرب روحه أن تفارق جسده بسبب الحزن المفرط الذي يملأ جوانحه لولا أنه يمني نفسه بالأمل ويعزي روحه عن المحنة بالصبر)/الصور البيانية:يجسد ويشخَّص الضمائر والأسى ويجعل للضمائر لسان يناجي وللأسى قدرة على القضاء والقتل وذلك عن طريق (الاستعارة المكنية).

حالت لفقدكم أيامنا فغدت سودا وكانت بكم بيضا ليالينا
لقد تبدلت الحياة وأظلمت الدنيا الأيام المشرقة الباسمة المضيئة جللها السواد وعمها الظلام ببعد ولادة وقد كانت الليالي المظلمة الطويلة مضيئة قصيرة بقربها./ الصور البيانية يوجد البيت مقابلة من خلال الكلمات ( أيامنا فغدت سوادا وكانت بكم بيضا ليالينا).

إذ جانب العيش طلق من تألفنا ومورد اللهو صاف من تصافينا.
وإذ هصرنا فنون الوصل دانية قطافها فجنينا منه ماشينا
وفي هذين البيتين يصف الشاعر ويتذكر أيامه مع محبوبته حيث كانت الحياة صافية متفتحة وحيث كانا يجنيان ثمار الحب مايشاءان ومتى يشاءان فهو يقول أن عيشنا الماضي كان طلق ( مشرق) من شدة الألفة بيننا وقوة الترابط حيث اللهو والسمر والتخلي فيما بينهم وبين أنفسهم لا يعكره حزن ولا هم ولا شقاق ولا خلاف ولهذا فهو صاف مثل المورد العذب الجميل من شدة تصافينا وخلو المودة مما يكدرها.
وإذ قطفنا أوأملنا( هصرنا) فنون الوصل ( أنواع وطرق الوصل) وفنون التواصل من كلام عذب وتغزل وغيرها حيث أنها وبالمودة كانت قريبة وأخذوا منه ما شاء منها ومتى شاء./ الصور البيانية: شبه اللهو بالمورد العذب وعدم التكدر بصفاء المورد/ وشبه الوصل بشجرة بها من الثمار القريبة الدانية عن طريق الاستعارة المكنية./ كما يوجد اقتباس من القرآن في قوله دانية قطافها .

الأبيات من ( 11- 13):- تأكيد الشاعر محافظته على عهد محبوبته والوفاء لها.
ليسق عهدكم عهد السرور فما كنتم لأرواحنا إلا رياحينا
لا تحسبوا نأيكم عنا يغيرنا إذ طالما غير النأي المحبينا
والله ما طلبت أهواؤنا بدلا منكم ولا انصرفت عنكم أمانينا.
ويطوف بالشاعر طائف الذكرى الحلوة فيدعو لعهد الوفاء بينهما بالحياة والتجدد لأنه عاش فيه وصفت روحه به وتلقى من محبوبته مشاعل الأمل وحياة النفس وهو دعاء يكشف عن الحنين إلى العهد الماضي وجمال الذكرى / وإذا كان الفراق يغير المحبين ويجعلهم ينسون حبات قلوبهم فلن يستطيع أن ينسى الشاعر هواه بل يزيده البعد وفاء وإخلاصا فما زالت أمانيه متعلقة بولادة وهواه مقصورا عليها فقد كانت الرياحين لروحه وما زالت كذلك والشاعر يؤكد هذا المعنى ويثبته بالقسم بالله/ الصور البيانية: استخام فعل الأمر ليسق وقصد به الدعاء والغرض منه الحنين/ وشبه محبوبته ولادة بالرياحين/ يوجد بين أرواحنا ورياحينا : جناس ناقص/ استخدام القسم للتأكيد.

الأبيات:14-15: مناجاة وأشراك الشاعر الطبيعة أحاسيسه ومشاعره
يا ساري البرق غاد القصر واسق به من كان صرف الهوى والود يسقينا.
ويا نسيم الصبا بلغ تحيتنا من لو على البعد حيا كان يحيينا
يناجي الشاعر الطبيعة ويشرك بعضها في هواه ويستعين بها لتشاركه في حمل عبئه وتخفيف آلمه والوقوف بجانبه فيدعو المطر في ترفق ورجاء أن يباكر ويبكر في إرواء قصر محبوبته بماء المطر العذب الصافي لأنها كثيرا ما سقته الهوى خالصا نقيا من الخداع والزيف ولا يكتفي الشاعر بالمطر بل يقصد نسيم الصبا ليبلغ تحيته إلى من يهواه لأنه على الرغم من بعده فأنه لو ألقى لي ورد لي التحية لبعث في روحي الحياة مرة أخرى.
أو لينقل تحياته إلى محبوبته التي لو ردت التحية فإنها ستمنحه الحياة مهما كانت بعيدة عنه./ الصور البيانية: فقد أبدع الشاعر في مناجاته ( ساري البرق) ( ونسيم الصبا) وفي طلبه السقيا من المطر للقصر ومن فيه وفي طلب تبليغ التحية إلى من يحب من ( نسيم الصبا) فهو في ذلك يشخص الطبيعة ويأنس إليها ويبثها نجواه وأحاسيسه/ ومن الصور الكناية عن ولادة في قوله ( من كان صرف الهوى والود يسقينا) / والاستعارة المكنية في بلغ ( بلغ تحيتنا) / والاستعارة التصريحية في ( من لو على القرب حيا كان يحيينا) حيث توحي بأن لقاءه بمن يحب حياة وبعده عنه موت وبهذا شبه اللقاء بالحياة والبعد بالموت./ أسلوب النداء الغرض منه اظهار الشوق والحنين/ والغرض من النداء في البيت هو الرجاء والتمني.

الأبيات من 16- 19: تأكيد الشاعر احترامه لمحبوبته وعودته للمناجاة مع مقارنة الحاضر المقيم بالماضي الآفل وتأكيد للوفاء ينهي إلى الاستعطاف والاستسلام لهدوء ذليل.
لسنا نسميك إجلالا وتكرمة وقدرك المعتلى عن ذاك يغنينا
يؤكد الشاعر في هذا البيت احترامه لمحبوبته فهو لا يذكر اسمها تكريما لها وتشريفا لقدرها العالي./ ما إعراب إجلالا: مفعول لأجله منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره.
يا جنة الخلد أبدلنا بسدرتها والكوثر العذب زقزوما وغسلينا
دومي على العهد _ ما دمنا _ محافظة فالحر من دان إنصافا كما دينا
عليك منا سلام الله ما بقيت صبابة منك نخفيها وفتخفينا
يتابع الشاعر أساه ويبرز لوعته على حرمانه الجنة التي تفيأ ظلالها ونعم بها مع من يحب ثم إذا به يستبدل بجنته نارا وطعامه الطيب وماؤه العذب يتبدلان زقوما وغسلينا /ولن يرد الشاعر نفسه القلقة ولن يعيد إليه روحه المعذبة إلا بقاءؤها على الود وحفاظها على العهد ولذلك يدعوها في استعطاف ان توفي بعهدها معه لأنه وفي به وحافظ عليه وشيمة الاحرار الوفاء بالعهد وهي منهم حتى لا يكون لأحد عليه فضل /ولكنه لا ينسى أن هذا قد أصبح من الماضي الذي لن يعود فيرسل لها سلاما يبقى ما بقيت لديه بقية من حب ونحوها. وودعها وفي نفسه ذلة وانكسار وفي الجو الذي خلقه ارتجاف وحسرة / الصور البيانية: الاستعارة التمثيلية في البيت يا جنة أبدلنا ... ألخ حيث شبه صورة زمن الوصل وما فيه من ألوان المتعة وتنوع مظاهر السعادة بالعيش في جنة الخلد والتمتع بكل مظاهر السرور كما أنه شبه حياة الفراق وما فيها من عذاب وجروح وآلام بالحياة في النار ليس فيها إلا الاحراق والزقوم والغسلين ثم استعار التعبير في الجانبين فالاستعارة هنا تمثيلية كما يوجد اقتباس من القرآن في جنة الخلد/ وزقوم / وغسلين...ألخ/ الغرض من فعل الأمر دومي هو الاستعطاف والرجاء واستماله/ والمقابلة بين( نخفيها فتخفينا)/ والغرض من النداء في قوله يا جنة الخلد أضهار التحسر/

رابندرانات طاغور ........... شاعر الهند الكبير




نبذة عن طاغور

ولد طاغور في 24 نيسان (ابريل) من عام 1861، وعندما بلغ الرابعة عشرة من عمره توفيت والدته، وفي العام التالي انتحرت شقيقته، وتتالت الأحداث المؤلمة في حياته، فبين عامي 1902 و 1918، انتزع منه الموت زوجه وثلاثة من أطفاله ووالده، ومع ذلك، فقد جعل منه صفاؤه الواسع وضبطه لنفسه وخضوعه لله (الذي ورثه من والده)، إنساناً نادر العظمة.
لم يكن الموت سراً بالنسبة له، ولم يكن ليستدعي الألم. وهكذا، كانت إحدى أغنياته التي استلهمها غاندي منه تقول:
أنا هذا البخور الذي لا يضوع عطره ما لم يُحرق..
أنا هذا القنديل الذي لا يشع ضوؤه ما لم يُشعَل.
لقد انعكست روحه هذه على مركز التربية شانتي نيكيتان (مرفأ السلام) الذي أسسه عام 1901، فأصبح بؤرة خلاقة للجمال، حيث تفتح فيه الشعر والرسم والموسيقى والرقص والمسرح والعلوم.
حقق طاغور من خلال هذه المدرسة الرؤيا التي عبر عنها في مؤلفه "الوحدة المبدعة"، حيث تعطي الطبيعة للإنسان معنى التوق إلى اللانهائي. فالإنسان في الطبيعة إنسان حرّ، "ليس في اعتبار الطبيعة كمصدر لتأمين معيشته، بل كينبوع لتحقيق انجذابات روحه إلى ما هو أبعد منه هو نفسه."
لقد فجّرت المعاني السامية للمحبة التي عبر عنها أملاً جديداً للإنسانية وهي غارقة في الحرب العالمية الأولى. وعندما كان طاغور يرتقب الموت مريضاً ببصيرة صافية، وكانت الحرب العالمية الثانية قد اندلعت، أعلن في يوم مولده الثمانين:
عندما أجول ببصري من حولي، أقع على أطلال مدنية مغرورة تنهار وتتبعثر في أكوام هائلة من التفاهة والعبث، ومع ذلك فلن أذعن للخطيئة المميتة في فقدان الإيمان بالإنسان؛ بل إنني سأثبِّت نظري نحو مطلع فصل جديد من فصول تاريخه، عندما تنتهي الكارثة ويعود المناخ رائقاً ومتناغماً مع روح الخدمة والتضحية.. سيأتي يوم يعاود فيه الإنسان، ذلك الكائن الأبيّ، خطّ مسيرته الظافرة على الرغم من كافة العراقيل، ليعثر على ميراثه الإنساني الضائع.
كانت فلسفة طاغور فلسفة الأمل والثقة بالإنسان، المبنية على تفتح روحه، وتطور وعيه، وتحقيق طاقاته. ولهذا فقد ارتبطت المثالية الإنسانية عند طاغور بالعمل والتطبيق، وكان هو نفسه مثالاً لكل مبدأ أعلنه أو فكرة نادى بها.



طاغور والمثالية الإنسانية
قال عنه غاندي إنه "منارة الهند"، والحق إنه صار منارة للشرق كله، ونداء الإنسانية والمحبة والجمال. كان مبدؤه البساطة والعمل؛ وهكذا فقد أضاء شمعة بدلاً من لعن الظلام، فسطعت وأضاءت في النفوس التوّاقة إلى الحق. لذا، كان ُيعدّ في حياته "أكثر الشعراء صوفية وأكثر الصوفيين شاعرية"؛ وفي ذلك دلالة على ما بلغته نفسه من نقاء وصدق وما وصلت إليه روحه من ارتقاء وحرية.


إنه طاغور الذي سحر الغرب بكتاباته، ثم انتشرت ترجماته في العالم كله، حتى استحق جائزة نوبل للأدب عام 1913 متجاوزاً الروائي العظيم ليوتولستوي الذي كان في قائمة المرشحين للجائزة.
لقد أبدع طاغور على مدى نحو ستين عاماً، فكان معلماً روحياً بالدرجة الأولى، ومجدداً أدبياً واجتماعياً، وفيلسوفاً وروائياً ومسرحياً ورساماً، وقبل ذلك كله شاعراً، كان ينهل من إرث روحي عريق في البنغال، ومن تجربة داخلية عميقة كانت ينبوعاً لا ينضب للإلهام والإبداع.
كان والده من كبار روحانيي البنغال، وكان يعيش في عزلة مستمرة لا يتركها إلا لضرورة الاستمرار وتجدد الحياة. كذا فقد نشأ رابندرانات طاغور في جو من الحساسية والشفافية، وكشفت له زيارتان قام بهما لوالده في الهمالايا عن آفاق جديدة وعن تجربة صوفية كان لها أثر كبير في حياته، ويمكن اختصارها بعبارتين: محبة الطبيعة، ومحبة الله.
لطاغور 12 رواية و11 مسرحية شعرية وموسيقية (فقد كان ملحنا ومجددا في الموسيقى البنغالية)، وثلاث مسرحيات راقصة، و4 مسرحيات ساخرة، وعددا من مجلدات القصة القصيرة، وعددا من كتب الرحلات، ومقالات متعددة في الأدب واللغة والتاريخ والفلسفة والتربية، و44 ديوانا شعريا، وعددا من قصص وأغاني الأطفال أكثر من ثلاثة آلاف أغنية، وحوالي 3 آلاف لوحة تشكيلية.
كل هذا انجزه طاغور خلال عمره المديد الذي امتد للثمانين عاما، إذ ولد سنة 1861 وتوفي سنة 1941، وفيما عدا استراليا؛ فقد زار طاغور مختلف بلدان الدنيا، وحظي بشهرة عالمية تقارب تلك التي حازها المهاتما غاندي.
يعرف الكثير عن أدب طاغور، ويعرف بدرجة أقل مسرحه، وتندر معرفة طاغور كسينمائي أخرج فيلما واحدا ووحيدا هو «نيتير بوجا»، وعن قصة له أخرج «ساتيا جيت راي» فيلما هو «البيت والعالم»، لكن الجانب الخفي من جوانب هذا العملاق هو طاغور المصور والرسام؛ فقد بدأ مشروعه التشكيلي وهو في الثالثة والستين.
وفي خلال سنواته الثلاث والستين هذه كان طاغور مهتما بالفن التشكيلي، وخلال زيارته لليابان عام 1916 تأثر طاغور مباشرة بالفن الياباني، كما زار طاغور متاحف اوروبا وأمريكا في الفترة ما بين 1921- 1939 واحتك بشكل مباشر بمختلف تيارات الفن المعاصر في الغرب واستجاب وتأثر بها، ورغم أن طاغور قدم معرضه الفني الشخصي الأول في باريس عام 1930،إلا أن النقاد الفنيين يعتبرون عام 1924 هو عام بزوغ نجم طاغور الرسام / المصور.
درس طاغور لغة قومه،اللغة السنسكريتية وآدابها، ثم الإنجليزية التي تعرف من خلالها على آداب أوربا، وكان في شبابه الأول شديد الانشغال بأمور وطنه الأصلي البنغال، مهتما بكل ما يتصل بنهضته، كما كان في نفس الوقت مرتاباً من الإنجليز.وكان محقاً في ريبته، فقد وحد الإنجليز الهند والبنغال في مستعمرة ضخمة ألغت الوجود البنغالي، فأصبح طاغور موزعاً بين مشاعره كمواطن بنغالي، وبين ولائه للكيان الكبير الهند.
وقد كان عام1913 نقطة تحول في حياة طاغور، فقد صار نجماً يسعى إلى محاضراته جمهور المثقفين الإنجليز؛ وفي نوفمبر من نفس العام)بعد إعلان فوزه بجائزة نوبل) صار شخصية عالمية.وبالرغم من أنه لم يكن وطنيا بالدرجة الكافية ليرضى عنه أبناء جلدته، لم يكن مريحاً بالنسبة لنظام مجتمع الإمبراطورية الإنجليزية؛ فاستقر طاغور في الأذهان رمزاً حياً للهند.

شرح قصيدة "إرادة الحياة"


بسم الله الرحمن الرحيم

*شرح قصيده (إرادة الحياة) للشاعر أبو القاسم الشابي


1_ إذا الشعب يوما أراد الحياة

فلا بد أن يستجيب القدر


المعنى:إذا أراد الشعب أن يعيش حرا كريما. فلا بد أن تجري الأمور وفق إرادته.ويحقق مراده



2_ولا بد لليل أن ينجلي

ولا بد للقيد أن ينكسر


صور الاستعمار وقد رحل ليلا ينجلي (يزول) وصور الظلم وقد زال



3_ومن لم يعانقه شوق الحياة

تبخر في جوها واندثر


صور شوق الحياة إنسان يعانق . وصور زوال الإنسان وهلاكه تبخر الذي يخرج من السائل ولا يترك أثرا في نهاية تبخره .



4_كذلك قالت لي الكائنات

وحدثني روحها المستتر

صور الكائنات الكونية إنسانا يخاطب الشاعر كما صور المعاني المستترة فيها إنسانا يحدثه ويتعلم منه .




5_ودمدمت الريح بين الفجاج

وفوق الجبال وتحت الشجر


صور الرياح إنسانا غاضبا .صوته مدو في الطرقات والمنخفضات وفوق الجبال وتحت الشجر.



6_إذا ما طمحت إلى غاية

ركبت المنى ونسيت الحذر


صور المنى لباسا يرتدى . وصور الحذر لباسا يخلع .ويلقى بعيدا .


7_ومن لا يحب صعود الجبال

يعش ابد الدهر بين الحفر


صور حال الإنسان الذي لا يحب الحياة الكريمة فيعيش حياته متعثرا بين الحفر ولا يقوى على النهوض .




8_فعجت بقلبي دماء الشباب

وضجت بصدري رياحٌ أخر


صور قلبه الطموح وقد امتلأ بدماء الشباب حيوية ونشاطا. كما صور الآمال التي يتمناها رياحا تضج بصدره. والمقصود حبه للبذل والعطاء .




9_وأطرقت أصغي لقصف الرعود

وعزف الرياح ووقع المطر

صور صوت الرياح صوت عود يعزف . وصور صوت الرعود صوت تكسر الشجر.وصوت المطر صوت إيقاع رقص .أو غناء أو نشيد .




10_وقالت لي الأرض لما سألت

أيا أم هل تكرهين البشر ؟

صور الأرض أما يسائلها




11_أبارك في الناس أهل الطموح

ومن يستلذ ركوب الخطر .

صور الأرض أما تجيبه . وصور الخطر دابة تركب .





12_هو الكون حيٌ يحب الحياة

ويحتقر الميت مهما كبر .


صور الكون إنسانا حيا . كما صور الإنسان الكسول الخامل ميتا مندثراً.




13_فلا الأفق يحضن ميت الطيور

ولا النحل يلثم ميت الزهر .

صور الأفق إنسانا يرفض أن يحضن ميت الطيور . كما صور النحل إنسانا لا يلثم ميت الزهر .





14_سالت الدجى: هل تعيد الحياة

لما أذبلته ربيع العمر ؟

صور الكائنات الحية وقد ضعفت شجره ذبلت *وصور عمر الكائنات نباتا مونعا .




15_فلم تتكلم شفاه الظلام

ولم تترنم عذارى السحر .

صور الظلام إنسانا لا يتكلم .كما صور الحسان في الليل صامته لا تترنم .





16_وقال لي الغاب في رقة

محببة مثل خفق الوتر

صور الغاب إنسانا صوته رقيق عذب
وصور الصوت لحنا جميلا ينبعث من وتر آلة موسيقية .







17_يجيء الشتاء .شتاء الضباب

شتاء الثلوج .شتاء المطر .

صور الشتاء وقد انتشر الضباب وسقط الثلج فغطى الأرض .ونزل المطر .






18_وتبقى البذور.التي حملت

ذخيرة عمر جميل غبر


19_معانقة وهي تحت الضباب

وتحت الثلوج وتحت المدر


20_لطيف الحياة الذي لا يمل

وقلب الربيع الشذي الخضر


صور البذور إنسانا يحمل سر وجوده .
وصور البذور وهي تحت الضباب .والثلوج والمدر .أناسا يعانقون طيف الحياة والربيع الأخضر .




21_ظمئت إلى النور فوق الغصون !

ظمئت إلى الظل تحت الشجر .

صور البذور إنسانا ظمآناً . كما صور النور ماء يبعث الحياة فيها .
وصورها إنسانا ظمآناً .كما صور الظل تحت الشجر ماء يرويها .





22_وما هو إلا كخفق الجناح

حتى نما شوقها وانتصر .

صور حركة قدوم النور مثل حركة خفق جناح الطائر .
صور البذور إنسانا يتشوق إلى النور.




23_فصدعت الأرض من فوقها

وأبصرت الكون عذب الصور

صور البذور إنسانا شق التراب والصخر من فوقه وخرج .
وصورها وقد أطلت إنسانا يبصر صور الكون العذبة .






24_وأعلن في الكون :أن الطموح

لهيب الحياة.وروح الظفر!

صور صوتا قد اسمع الكون .وصور الطموح لهيبا يبعث الحياة في كل كائن
وصور الظفر إنسان روحه الطموح .




25_إذا طمحت للحياة النفوس

فلا بد أن يستجيب القدر!

صور النفوس ذات الإرادة وهي تطمح للحياة الحرة .
وصور القدر إنسانا يستجيب لطموح النفوس ويحقق لها غاياتها .



المصدر : مأخوذ من كورس اللغة العربية


أتمنى للجميع الأستفادة